قابلني اليوم حكيم الزمان ثانية
أوقفني وقال
بالأمس سألتني فأجبت
أم اليوم أسألك
هل دعوت لها
كما قلت لك؟
قلت نعم
قال دون نقصان؟
قلت نعم وزدت عليه
قال زدت ماذا؟
قلت اللهم إجعل أجلي قبل أجلها
ولا ترني فيها أي سوء
ومكروه ما حييت
ولو سبق في الأجل أي
سوء لها فإجعله لي
دونها وإصرفه عنها
قال الحكيم لهذه الدرجة
قلت وأكثر
قال ما إسمها؟
قلت قمر الزمان
قال إذا إوصف لي
قمر الزمان هذه وأوجز
قلت سيدي حكيم الزمان
بالأمس كنت مجرد إنسان
واليوم لها عاشق ولهان
فرسمتها بأحلى الألوان
بريشة وعلى لوحة فنان
بروزتها برمش عيني
الحائرتان
وزخرفتها بورد وأقحوان
فبدأت برسم جسدها الفتان
فاحترت بأي الأعضاء أبدأ
نظرت إلى وجهها فسحرتني
العينان
فكأنهما من لؤلؤ ومرجان
فأرتعش جسدي من شعري
وحتى القدمان
فسبحان من صور تلك العينان
فشاهدت ما هو بارز في
وجهها الحََسان
كسيف خالد بن الوليد
بل أحلى من شعر حسْان
فاسترق نظري تلك الشفتان
فلونهما كلون الكرز
في حدائق اليونان
فصعقت لما شاهدته
منهما العسل يقطران
فأكملت رحلتي في
وجهها الفتان
من دون جواز سفر
أو بحار وقبطان
فنظرت من بعيد فإذا هما قوسان
كقوس قزح اجتمعت به الألوان
في حدائق باريس والرومان
فسبحان من أبدع برسم الحاجبان
فرفعت بصري فإذا بشيء له لمعان
منثورا أيضا على كلا الكتفان
كالنجوم في السماء تتلألأن
فسبحان من أتقن تنظيم من له لمعان
فاقتربت لأصل تلك الوجنتان
فأحسست بشيء لم يكن فكان
فتمنيت أن تلمس يدي تلك اليدان
لأقوم بتقبيلهما كالطفل الولهان
سيدي بالأمس مرضت وأمام الحاضرين
أراني من شدة عطفها علي المنان
فسبحان من وضع في قلبها
كل هذا الحنان
لحظتها تمنيت لو أفقد عمري كله
وتكون لي للحظة
وأكون لها عنوان
سيدي لا أعلم الآن
أإنسٌ أنا أم
من هول ما رأيت جان
تنتهي حياتي ياسيدي
ولم أستطع أن أنهي وصفها الفتان
قال الحكيم
بخٍ بخ
إذهب يا ولدي المسكين
فإن ضاع عقلك
فليس عليك بعد اليوم ملام
هذا ما جنت عليك نفسك
ألست من أحببت
قمــــــــــــر الزمــــــــــان
